عادةً المصابون بدوالي الأقدام أو العروق المتورمة والظاهرة على الأقدام لديهم احساس بالثقل والألم والتعب في الأقدام، وفقاً للإحصاءات المتاحة هناك شخص من كل أربعة أشخاص مصاب بالدوالي حيث يؤثر على أداء ونوعية حياة الشخص .
تستمر العلوم الطبية بتوفير طرق مختلفة وجديدة لعلاج هذه المشكلة بما في ذلك الإجراءات الأقل تدخلاً جراحياً و الأقل تكلفة لمساعدة المرضى.
اليوم يتم الإستفادة من طرق العلاج الحديثة لعلاج الدوالي بشكل جذري بما في ذلك علاج الدوالي بالليزر و العلاج بالتردد الحراري (ridiofrequency) .
من التوصيات المطلوبة للمرضى أن يستفيدوا من الأدوية والمكملات اللازمة لتخفيف الألم و أعراض الدوالي وغيرها من المشكلات الوريدية، حيث يستفيد منها المرضى الذين لا يستطيعون في الوقت الحاضر الإستفادة من الطرق العلاجية، للعديد من الأسباب مثل الأشخاص الذين يعانون من تجلط الدم في الأقدام حيث يتم اعطائهم وقت ليتم جذب الجلطة الدموية و زوالها أو في المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة حيث يُفضل الطبيب القيام بالعلاج بعد التقليل من الوزن.
نظرة عن تاريخ علاج الدوالي بالأدوية وأمراض الأقدام الوريدية:
بخط الكاتب Guillaume de Saint Pathus وتحت عنوان“La vie et les miracles de Saint Louis”تم الإشارة الى:
في عام ١٢٧١ ميلادي أي ما يقارب قبل ٧٥٠ سنة، الفتى رائول والبالغ من العمر ٢٠ عاماً يراجع طبيب مدينته بسبب ألم وتورم في احدى أقدامه. الطبيب المشهور هنري دبرا أوصاه بالصبر ولم يعطه أية أدوية خاصة ولكن الصبر بحد ذاته لم يكن له أي فائدة وخلال سنة أو سنتان أعراض المريض تصبح أكثر سوءً حيث يُصاب بجروح وتقرحات جلدية،
يذهب الفتى رائول لزيارة ضريح أحد الزعماء الدينين حيث لم تكن هناك نتيجة ايضاً ولم تتحسن قدمه، حتى تم نصح رائول بالذهاب الى مقبرة الملك سانت لويس حيث كان يجمع الغبار والرمال من تحت حجر المقبرة ويضعها مباشرة عل الجرح.
تروي القصة أن الفتى وبعد الإستفادة من الرمال والغبار أنه تعافى بأعجوبة وعاش لسنين طويلة،
وبعد ذلك ولمدة طويلة استخدم الأطباء رمال و غبار هذه المنطقة كمرهم لعلاج التقرحات والجروح الناتجة عن الدوالي.
ما هو مؤكد أن الأدوية التي كانت تعطى للمرضى في حالات الدوالي والأمراض المشابهة فقط من أجل الحدّ من شدة الأعراض مثل التورم والألم والتعب وليست علاج جذري للدوالي.
تقليل حدة الألم والأعراض الأخرى مثل التورم والتعب في الأقدام كانت تجلب رضا المرضى الى حد ما، ولكن تجدر الإشارة الى أن تأثير هذه الأدوية مؤقت ولا يدوم طويلاً وبمجرد الوصول الى تأثير نصف عمر الدواء فإن أثره في الجسم يزول.
ينصح عادة بالإستفادة من الأدوية الى جانب جوارب الدوالي،
الإستخدام المتزامن للأدوية والجوارب الطبية يمكن أن يساعد بشكل كبير على تقليل الأعراض مثل الحرقة والتورم و تشجنات عضلات ساق الأقدام عند النوم، والشعور بالثقل والألم في الأقدام.
أدوية المعتبرة والمصدق عليها لعلاج الدوالي:
قبل شرح أنواع الأدوية المؤثرة للسيطرة على أعرض الدوالي، نلفت انتباهكم الى بعض النقاط:
* استخدام هذه الأدوية وجميع انواع الأدوية يجب أن يكون تحت نظر الطبيب المعالج واستخدامها دون معرفة الطبيب يمكن أن يؤدي الى مضاعفات ومشكلات عديدة.
* خلال فترة الحمل والرضاعة يجب التأكيد على أخذ نصيحة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية مثل المكملات والمراهم ولاينصح بإستخدامها دون اشراف الطبيب.
* العديد من الإعلانات المتلفزة لعلاج الدوالي عن طريق المراهم أو الأدوية و…..ليس لها أي أساس علمي وهدفها كسب الأموال واستغلال المرضى.
فئة من الأدوية التي تستخدم في المشاكل الوريدية المزمنة تعرف بإسم veno active ، حيث تساعد هذه الأدوية من خلال استعادة قوة الأوردة وتماسكها على حفظ الأداء السليم للأوردة وتقليل الأعراض مثل تورم الأقدام، حيث تشمل هذه الفئة على المركبات الكيميائية والطبيعية مثل escin, فلاونوئيد، انتو سيانوئيد، و rutoside،حيث تم الإشارة الى الأنواع المتدوالة باختصار:
الأدوية المستخلصة من الأعشاب لعلاج دوالي الأقدام:
عادة ما نحب علاج أمراضنا بالغذاء وأدوية الأعشاب وهنا يجدر الإشارة الى أن العديد من أدوية دوالي الأقدام هي أدوية مستخلصة من الأعشاب.
فعندما نرى في مكان ما ” كيف نعالج الدوالي بالطماطم” نسعى الى قراءة النص بعناية شديدة ونقوم بتنفيذه بشكل دقيق وبعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع…….
ماهو تأثير بعض الأغذية أو الأدوية النباتية ؟ ما مدى أهميته العلاجية؟ ماهي مضاعفاته؟ ماهي توقعاتنا؟ هذه هي الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها تدريجياً
ومن الضروري الإشارة الى ملاحظة هامة هنا : خلافاً للتصور الشائع لايمكن استخدام الأدوية النباتية أو العشبية للجميع.
على سبيل المثال لايسمح بإستخدام الأدوية العشبية لعلاج الدوالي عند الأطفال واثناء الحمل أو عند الأم المرضع.
أدوية دوالي الأقدام:
توجد ملاحظتين تثير الاه
تمام في علاج الدوالي بالأدوية:
1. يجب معالجة ضغط الدم الوريدي. للتخفيف من أعراض دوالي الأقدام نقوم بخفض ضغط الدم الوريدي، ومع علاج ضغط الدم الوريدي تكون الأقدام أخف و يقل التورم و آثار التعب.
وهناك فئة من أدوية الدوالي تعمل على تقليل ضغط الدم الوريدي في الأقدام.
2. وجود التهاب في الأوردة ايضاً يسبب إيجاد أعراض الدوالي.
وهناك فئة اخرى من أدوية الدوالي تسبب تقليل الالتهاب في الاقدام.
كستناء الحصان الهندية (horse chest seed) حيث تحتوي على escin وتكون بشكل أقراص ومراهم:
شجرة كستناء الحصان تملك أوراق مخلبية الشكل وتنمو ليصل ارتفاعها الى ٢٥ متر، وكما يوحي اسمها فهي تستخدم لإطعام الخيول. كما تزرع هذه الشجرة في مناطق مختلفة في ايران. ثمرة الكستناء لها شكل كروي وتحتوي ١ الى ٢ من البذور ذات اللون البني المائل الى الأحمر، وتقريباً جميع أجزاء هذا النبات من الأوراق الى البذور تحتوي على فوائد علاجية متعددة.
ومن الفوائد المعروفة والمثبتة علمياً الإستفادة من عصارة بذور كستناء الحصان في علاج القصور الوريدي المزمن،
العصارة المستخلصة من بذور كستناء الحصان تساعد على حفظ العمل الطبيعي لغشاء الأوردة عن طريق إفراز مواد تدعى بروستاجلاندين، تسبب التقليل من التهاب جدران الأوردة وبالتالي تصبح أكثر مقاومة وتقلل من تورم الأقدام كما تساعد هذه العصارة على الحدّ من أعراض الدوالي مثل الحكة والألم وتقلل احساس الثقل في الأقدام.
ولكن يجب التأكد من عدم استخدام الكستناء الهندية على التقرحات والجروح الجلدية.
العلاج بإستخدام بذور الكستناء الهندية عادة ما تكون ناجحة ولكن قد يتطلب ظهور نتائج العلاج من عدة أسابيع الى بضعة أشهر.
عصارة gingkobiloba (المواد المؤثرة تربن و فلاونوئيد)
يعود تاريخ أحفورية شجرة جنكو الى ما يقارب ١٥٠ مليون سنة ولهذا يطلق عليها اسم الأحفورية الحية، يوصى بإستخدام العصارة المستخلصة من أوراق هذه الشجرة للوقاية من الإصابة بالدوالي في الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض.
الآثار المفيدة لعصارة أوراق شجرة الجنكو تلخص بالتالي تحسين صنع الكولاجين في النسيج الضام والحد من التورم و من تراكم الصفائح الدموية و تحسين سيولة الدم، ويمنع تناولها عند الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية المضادة لتخثر الدم.
.mpff.جزيئات متناهية الصغر من مشتقات الفلاونوييد:
هذه الجزيئات الشديدة الصغر تعد المواد المؤثرة في فئة من أنواع أدوية علاج الدوالي، وفي الواقع يتم الحصول عليها من تجزئة الفلاونوئيد وذلك للوصول الى الحد الأقصى للإمتصاص عن طريق الأمعاء، حيث تسبب أثرها المفيد عن طريق آليات وطرق مختلفة. ومن هذه الطرق تجزئة النور ابي نفرين مما يؤدي الى تقوية الأوردة بشكل أفضل ، ومن الآثار المفيدة لهذه الجزيئات الصغيرة جداً، تحسين جريان سائل اللمف، كما تؤثر هذه الجزيئات على تجمع كريات الدم البيضاء و الالتهابات الوريدة مما يؤدي الى الحد من التورم و عدم الشعور بالثقل بالأقدام.
النوع الأكثر تداولاً من فئة هذه الأدوية يحتوي على ٩٠٪ diosmin و ١٠٪ هسبريدين، وتكون الأعراض الجانبية لهذا الدواء مشكلات هضمية.
Calcium dobesilate
يساعد هذا الدواء في الحفاظ على تماسك وقوة جدران الأوعية الدموية وعادة ما يكون بشكل موضعي (مرهم) أو عن طريق الفم (حبوب) ويستخدم في علاج الدوالي والأمراض الوريدية المزمنة،
كما أن له تأثير ايجابي على عمل جهاز اللنف و عودة اللنف،
ولهذا الدواء أثر للحد من التورم حيث يبقى هذا الأثر لمدة تصل الى شهرين بعد قطع الدواء. بالإضافة الى استخدام هذا الدواء لعلاج مرضى الدوالي فإنه يستخدم ايضاً لعلاج الجلطات الوريدية السطحية والمشكلات الوريدية كما يستخدم للمساعدة في علاج البواسير.
يذكر أن الهدف من وصف جميع هذه الأدوية هو مساعدة المرضى لتخفيف الألم والحدّ من مخاطر و مضاعفات الدوالي المذكورة، ولكن قبل محاولة استخدام هذه الأدوية ينصح بتقييم حالة المريض ومعاينته عن طريق الطبيب المختص.
من الأسئلة الشائعة في عيادة الدوالي: هل بخاخ الدوالي….. الذي يظهر في الإعلانات على قنوات التلفاز مفيد؟
الجواب: اذا كان الدواء مفيداً ولايملك مضاعفات جانبية اولاً وخلال مراحل طويلة ومعقدة يتم بحث تأثير هذا الدواء وآثاره الضارة المحتملة في المراجع الطبية المعتبرة ويتم التصديق عليه ومن ثم ينصح الاطباء ويتم تبليغهم به أو يتم ادراجه ضمن المبادئ التوجيهية لعلاج الدوالي، ولذلك اذا تم الإعلان عن حبوب أو كريمات أو بخاخ فمن الممكن أن يكون استخدامه ليس مفيداً فحسب بل يمكن أن يتسبب بمضاعفات جانبية وفي بعض الأحيان تكون هذه المضاعفات مجهولة العلاج.
ملاحظة:المستخدمين الاعزاء الذين يسألون بشكل متكرر عن أدوية دوالي الأقدام ، قريباً سأعرض لكم الأنواع التجارية المعتبرة والمصدق عليها لعلاج الدوالي من حبوب و كريمات و مراهم وبخاخ
